📁 آخر الأخبار

دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم التعاونيات بالمغرب: رؤية ملكية لتحقيق التنمية المستدامة

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رؤية ملكية لتحقيق التنمية المستدامة

 أطلق جلالة الملك محمد السادس نصره الله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عام 2005 كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المغرب. تهدف هذه المبادرة إلى مكافحة الفقر والهشاشة وتحقيق التنمية المتوازنة، وذلك من خلال دعم المشاريع التنموية، بما في ذلك التعاونيات التي تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين ظروف عيش المواطنين. في هذا المقال، سنستعرض كيف تدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التعاونيات في المغرب، وما هي آلياتها في تحقيق هذا الهدف.

1. ما هي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) هي برنامج تنموي أطلقه الملك محمد السادس نصره الله بهدف تعزيز التنمية الشاملة وتقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في المغرب. تركز هذه المبادرة على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الاجتماعية، مع التركيز على الفئات الهشة والمناطق الريفية.

2. دور التعاونيات في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني:

التعاونيات في المغرب تمثل حجر الأساس في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إذ تساهم في تحسين مستوى الدخل لأعضائها وتوفير فرص عمل مستدامة. بفضل العمل الجماعي والمشاركة الفعالة، تستطيع التعاونيات تحويل الموارد المحلية إلى منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة، مما يعزز التنمية المحلية.

3. كيفية دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للتعاونيات:

أ. التمويل المالي:

من بين أهم أشكال الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للتعاونيات هو التمويل المالي. توفر المبادرة منحًا مالية للتعاونيات لتمويل مشاريعهم المختلفة، مثل:

شراء المعدات والتجهيزات.

توفير المواد الخام.

تطوير البنية التحتية اللازمة لتشغيل التعاونيات.

في عام 2021 وحدها، خصصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أكثر من 1.8 مليار درهم لتمويل مشاريع التنمية البشرية في جميع أنحاء المغرب، بما في ذلك مشاريع التعاونيات.

ب. التكوين والتدريب:

تعتبر التكوينات والدورات التدريبية التي تقدمها المبادرة للتعاونيات من الركائز الأساسية لدعمها. من خلال هذه التكوينات، يتم تحسين مهارات الأعضاء في مجالات الإدارة المالية، التسويق، الإنتاج، والجودة. يهدف هذا الدعم إلى تمكين التعاونيات من تحقيق أداء أفضل وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.

ج. الدعم الفني والاستشارات:

إلى جانب التمويل، تقدم المبادرة الدعم الفني والاستشارات للتعاونيات من خلال خبراء في مجالات متعددة. هذا الدعم يشمل توجيه التعاونيات في إعداد المشاريع، وإدارة الموارد، وتطوير خطط العمل.

د. تشجيع التعاونيات النسائية:

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتمامًا خاصًا بالتعاونيات النسائية، حيث توفر لها الدعم المالي والفني لتمكين النساء من تحقيق الاستقلالية المالية والمساهمة في تنمية مجتمعاتهن. التعاونيات النسائية تُعتبر وسيلة فعّالة لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، خاصة في المناطق القروية.

4. أثر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على التعاونيات:

بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمكنت العديد من التعاونيات في المغرب من تحقيق نمو كبير وزيادة في الإنتاجية، مما ساهم في تحسين الأوضاع المعيشية لأعضائها. هذا الدعم لم يقتصر فقط على التمويل المالي، بل شمل أيضاً التوجيه والإرشاد الذي ساعد التعاونيات على تطوير نفسها والنجاح في السوقين المحلي والدولي.

5. المستقبل: استمرارية الدعم وتعزيز الابتكار:

في المستقبل، يتوقع أن تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعمها للتعاونيات في المغرب، مع التركيز على تشجيع الابتكار واستدامة المشاريع. ستكون التكنولوجيا والتسويق الرقمي من بين المجالات التي ستتلقى التعاونيات دعماً إضافياً فيها، مما سيساعدها على التوسع في أسواق جديدة وزيادة أرباحها.

خاتمة:

تظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك محمد السادس نصره الله من أهم البرامج التنموية في المغرب، حيث تقدم دعماً حيوياً للتعاونيات من خلال التمويل، التكوين، والدعم الفني. بفضل هذا الدعم، أصبحت التعاونيات قوة دافعة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي في المغرب.




تعليقات